حزب الله ينشط من جديد ويستهدف مواقع إسرائيلية.. هل تشتعل الحدود اللبنانية؟

يشهد الشريط الحدودي اللبناني الإسرائيلي توترات متزايدة في الآونة الأخيرة، وذلك على خلفية تصاعد نشاط حزب الله واستهدافه لمواقع إسرائيلية. يثير هذا التصعيد مخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية واسعة النطاق بين الطرفين، بعد سنوات من الهدوء النسبي. يهدف هذا المقال إلى تحليل أبعاد هذا التصعيد، واستعراض أبرز التطورات، وتقييم احتمالات الانزلاق نحو حرب شاملة.

يذكر أن حزب الله أعلن مسؤوليته عن عدة عمليات استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها. وبرر الحزب هذه العمليات بأنها رد على اعتداءات إسرائيلية متكررة على الأراضي اللبنانية، بما في ذلك عمليات الاختراق الجوي والغارات التي تستهدف مواقع تابعة له في سوريا. في المقابل، تتهم إسرائيل حزب الله بانتهاك القرارات الأممية، وتخزين الأسلحة في المناطق المدنية، واستخدام الأراضي اللبنانية كمنصة لشن هجمات ضدها.

تأتي هذه التطورات في ظل وضع إقليمي متوتر، حيث تشهد المنطقة صراعات متعددة الأطراف، وتدخلات خارجية من قوى إقليمية ودولية. كما أن الوضع السياسي والاقتصادي الهش في لبنان يزيد من هشاشة الوضع الأمني، ويجعل البلاد عرضة للتأثر بالصراعات الإقليمية. تعاني لبنان من أزمة اقتصادية خانقة، وتدهور في الخدمات العامة، وتصاعد في معدلات الفقر والبطالة، وهو ما يضعف قدرة الدولة على ضبط الأوضاع الأمنية والسيطرة على الحدود.

تتعدد السيناريوهات المحتملة لتطور الأوضاع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية. السيناريو الأكثر تفاؤلاً هو احتواء التصعيد الحالي من خلال الوساطات الدولية والإقليمية، والعودة إلى حالة الهدوء النسبي. أما السيناريو الأكثر تشاؤماً فهو الانزلاق نحو حرب شاملة، نتيجة لخطأ في الحسابات أو تصعيد غير مقصود. وهناك سيناريوهات أخرى تتراوح بين هذين الاحتمالين، مثل استمرار المناوشات المتقطعة، أو نشوب حرب محدودة النطاق.

في الختام، يظل الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية هشاً ومتوتراً، ويحتاج إلى مراقبة دقيقة وتحليل مستمر. إن تجنب التصعيد والانزلاق نحو حرب شاملة يتطلب جهوداً دبلوماسية مكثفة، والتزاماً من جميع الأطراف بضبط النفس، وتجنب الأعمال الاستفزازية. كما يتطلب أيضاً معالجة الأسباب الجذرية للصراع، وتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي في لبنان، وتطبيق القرارات الأممية ذات الصلة.